من هم الفيله ولماذا يجب الحذر منهم في شهر رمضان
من هم الفيله ولماذا يجب الحذر منهم في شهر رمضان والفيَلة هي كلمة عامية مشهورة في بعض البلدان العربية، وتعني الأشخاص الذين يصومون في رمضان ولكنهم يفطرون سرًا أو الذين يظهرون صيامهم للناس ولكنهم في الواقع لا يصومون.
ذات يوم جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والطلاب حوله يستمعون فصاح صائح : جاء للمدينة فيل عظيم ( ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك فالمدينة ليست موطنا للفيلة ) فهرع الطلبة كلهم ليروْا الفيل وتركوا مالكا إلَّا يحيى بن يحيى الليثي ️فقال له الإمام مالك : لِمَ لَمْ تخرج معهم هل رأيت الفيل من قبل ️قال يحيى : إنَّما قدمت المدينة لأرى مالكاً لا لأرى الفيل.
وشهر رمضان شهر العبادة وليس شعر الملذات والسهرات فمنهم من يكون كيحي ومنهم من يكون كالطلبة الذين غادروا مجلس العلم فالناس في رمضان صنفان : صنف قد حدّد هدفه فهو يعلم ماذا يريد من رمضان وما هي الثمرة التي يرجو تحصيلها.
أصل التسمية , من هم الفيله :
يقصد بهم أولئك الذين يصومون علنا لكنهم يفطرون سرا وقد انتشر هذا المصطلح في بعض المجتمعات العربية ولا سيما في مصر خلال السنوات الأخيرة كما أنه يشير إلى المسلسلات والأفلام وغيرها من وسائل الترفيه التي قد تشغل المسلم عن العبادة في رمضان.
هناك تفسيرات مختلفة لأصل تسمية “الفيلة” ومن أكثر التشبيهات المتعارف عليها بين الأشخاص أولا تشبيههم بالحيوان حيث يرى البعض أن أصلها جاءت من الذي يظهر عكس ما يبطن لأن الفيل يتميز بضخامة حجمه وقوته الظاهرية، ولكنه في الواقع قد يكون ضعيفا من الداخل.
أيضا تسمية متصله بمعني التهرب من المسؤولية وعدم الجدية في الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي أو الحرص علي تطبيقها أمام الناس فقط لكن بين الشخص وذاته لا يهتم بشئ وهذا يكون عقابه أكبر عند الله عزوجل لأن خوفه يكون من البشر أكثر.
حكم الإفطار سرا في رمضان :
هذا الفعل يعتبر مخالفة صريحة لتعاليم الدين الإسلامي بشكل كبير حيث أن الصيام هو أحد أهم أركان الإسلام ويجب على المسلم الالتزام به في السر والعلن وقد حذر القرآن الكريم والسنة النبوية من التظاهر بالتدين وعدم الالتزام بأوامر الله و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قوله الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” (البخاري).
أيضا اتفق العلماء على أن الإفطار في السر من الكبائر ومن أعظم الذنوب عند الله تعالى وهناك وعيد الشديد لهذا الفعل ورد أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أفطر يوم من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر كله وإن صامه” (أبو داود).
أسباب انتشار هذه الظاهرة:
1. أحيانا يكون بسبب الضعف الإيماني وعدم وجود خشية الله في القلب من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة وذلك بسبب انتشار السوشيال ميديا ومحاوله تقليد غير المسلمين في كثير من الأشياء لذلك يحدث فتور داخل الشخص ناحيه العبادات وجميع ما هو مفروض عليه من الله عزوجل.
2. مع الأسف الشديد يلجأ البعض إلى الإفطار في السر بسبب خوفه الشديد من ردة فعل المجتمع أو العائلة إذا علموا بإفطارهم ومحاوله منعه من هذا الفعل لشدة عقوبته من الله والشعور بأنه شخص منبوذ غير متدين وهذا فعل خاطئ بسبب أن الصيام في هذا الشهر فقط وله الكثير من الأجر وأكبر ما يخسره الانسان هو افطارة في رمضان.
3. التأثيرات أو الضغوط الخارجية بطريقة سلبية تدفعهم إلى الإفطار سرا سواء شئ مؤثر نفسيا أو معنويا أو ماديا لكن في جميع الأحوال فعل غير مستحب وله عقاب ولا يوجد مبرر كافي لهذا الشئ.
نصيحة للفيله في شهر رمضان :
علي الأشخاص الفيله أن يتقوا الله وأن يتوبوا إليه توبة نصوحة ويعلموا أن الله تعالى يعلم ما في قلوبهم وما يخفونه عن الناس ويتذكروا أن الصيام هو عبادة لله تعالى ويجب أن يكون خالصًا لوجهه الكريم.
يجب التذكرة أن الله يعلم ما في قلوبك وما تخفيه عن الناس وأنه تعالى هو الرقيب على أعمالك لذلك من الضروري العزم على عدم العودة إلى هذا الفعل مرة أخرى. وقضاء الأيام التي أفطرتها سرا بعد انتهاء شهر رمضان.
والاستعانه بالله تعالى في التغلب على الشهوات والمعاصي والدعاء بالعون والتوفيق في الالتزام بأوامره وأفضل ما تفعله هو تجنب الأسباب التي تؤدي إلى ذلك مثل الجلوس مع أشخاص لا يلتزمون بالصيام، أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تثير الشهوات والغرائز.
تقرب إلى الله تعالى بالأعمال مثل قراءة القرآن الكريم، والذكر، والدعاء، والصلاة، والصدقة مع توعية الشباب بأهمية الصيام وفضله وتوفير المساعدة لهم في ذلك ثم تجنب الحكم على الآخرين والتسرع في إطلاق الأحكام عليهم.
أقرأ أيضا : ثمرة من أفضل الأعمال المستحبه في الشهر الفضيل
الخلاصة للحذر من الفيله :
1. كن علي علم بأن الله تعالى يرى كل شيء ولا يخفى عليه شيء.
2. لابد أن تعرف الإفطار سرا في رمضان من الكبائر، وقد يؤدي إلى غضب الله تعالى.
3. أن التوبة النصوحة تمحو ما قبلها وتفتح لك باب جديدًا مع الله.
4. يجب أن تعرف القنوات الفضائية والمسلسلات والأفلام والأغاني وأنواع المحرمات فيلة هذا الزمان.
5. الحذر من الفيلة وبريقها لأنها ستسلب منك أفضل أوقات العام بسهوله وكأنها لم تأتي.
6. البعد عن الخداع والكذب لأن الفيلة يخدعون الناس بظاهر الصوم بينما يفطرون سرا.
7. نقض الصوم في رمضان هو ركن من أركان الإسلام، والفيلة ينقضون هذا الركن.
8. الفيلة يسيئون إلى سمعة المسلمين ويعطيون صورة سلبية عن الإسلام.
9. يستحب الإكثار من تلاوه القران الكريم وتدبر معانيه والإنفاق على الفقراء.
10. قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو خصص لها وقت محدد في اليوم.
11. تجنب الذهاب إلى الأماكن التي تكثر فيها اللهو والضوضاء التي تشغلك عن العبادة.
12. الفيله معرفون ضياع الوقت من خلال المسلسلات واستهلاك الوقت الثمين الذي كان من الممكن استغلاله في قراءة القرآن
13. تحتوي الملهيات عن نسيان ذكر الله تعالى والانشغال عن التفكير في الآخرة وتؤثر سلبًا على قلب المسلم وروحه.
ظاهرة “الفيلة” في رمضان تحمل معنيين أحدهما حقيقي والآخر مجازي والمعنيين يستدعيان الحذر واليقظة حتى لا يضيع فضل الشهر العظيم.
من المهم الملاحظة ان هذه الأسباب لا تعني أننا نتحكم في تصرفات الآخرين أو نحكم عليهم بالثواب والعقاب ولكنها تعني أننا ننصح الآخرين بأهمية الصدق والاستقامة لأن أجرها مضاعف والتنبيه إلى عدم الإفراط في اللهو لأنها تشغل المسلم عن العبادة.
